آه يا ليل ..
و آه يا شموع الشارع العام ..
و المقاهي التعبانة ..
تذكرون حافة الرصيف ؟
و الليلة قبل الماضية ؟!
على نفس الكرسي ..
و في نفس الزاوية ..
تكومت أنا .. و الحزن .. و الذكريات الباقية ..
وقعدت أتأمل نفس الباب .. و اسمع نفس الصرير ..
بس اغنية الليلة .. بترنيمة ثانيّة .!
آه يا ليل ..
و آه يا شموع الشارع العام ..
و المقاهي التعبانة ..
آه لو تدرون شـ إلي حصل في الليلة قبل الماضية .!
رحل .. و تركني في إنتظاره ..
رحل .. بلا وعود بلقيا ثانيّة ..
رحل .. و إنطفت معه كل شمُوعيَّ النعسانة ..
ما مداها البسمة تتسع ..
و إنهلت عليها أ|شواقيَّ التعبانة .!
وما مدى طيري يحلق ..
و أسقطته طعنات الخيانة .!
آه يا ليل ..
و آه يا شموع الشارع العام ..
و المقاهي التعبانة ..
تركني و ما بقى ع الكرسي ..
سوى أنا .. و الشجن .. و طعنات الخيانة ..
و في عيني نظرة إنتظار سرحانة ..
محملة بالحنين .. و الشكّ بالأمانة ..
يا ترى بـ هالزمن في ناس تحب .. و تقدر التضحيّة .. و تعرف معنى الأمانة ؟ّ!
في ناس تعيش بلا مهزلة .. و تحب بلا هجر و خيانة ؟!
يا ليل ..
و يا شموع الشارع العام ..
و المقاهي التعبانة ..
لا شفتوه عاد لنفس الرصيف ..
و نفس الكراسيّ الذبلانة ..
ولا سأل عني ..
و عن ساعات إنتظاريَّ الولهانة ..
قولوا له "قلبها يحب و يود و يصون .. قناعته بالتضحية و الأمانة ..
كل شيء عنده ممكن يطوف و يهون .. إلا الهجر و المهزلة و الخيانة !"