و ما زلت أطرحُ ما قد كتبته في الفترات السابقة (:
إستمتعوا ..
في تلك الليلة التي إنتصف فيها القمر السماء ..
و التي نزل فيها النجم و حطّ على أعشاش الطيور ..
حين عادت الأمطار لجوف الغيُوم ..
و تراجعت الكلماتُ للحلقوم .!
تلكَ الليلة التي لم يغرد بعدها لا طيرٌ .. ولا عصفور ..
يوم أعلن الزمنُ بالجمود ..
و ودّعت الشمس السماء لأنها لن تعود ..
يوم توقفت الضحكات في الساحات ..
و إبتلعت المقاهي الهمسات ..
لا همسٌ .. ولا نسيم ..
لا شهيقٌ ولا زفير ..
لا إيمائة .. ولا إبتسامة ..
إلا حركة مهتزة في آخر الباحة ..
و صوت متهدجٌ ، ملتوٍ في الزاوية .!
أَ كُل هذا بسبب فعلتك في الليلة الماضيّة ؟!
حين أدرت ظهرك في آخر الرصيف ..
و همست بصوتٍ خفيف ..:
"...... هذا آخر الطريق !"
" فقدرُكِ لم يكن معي ، ولا لقدري معكِ حديث ..
إننا لم نكتب لنكون معاً .. فتوقفي عن النحيب !"
"فالتأخذي روحكِ البريئة ..
و دفاتركِ القديمة ..
أشعارُك ، و ما بينَ سطورها ..
فالتحزمي حقائبكِ .. و لترحلي ..
و اتركي ليَّ الشجن و الأنين ..
اتركي ليَّ السهرَ و الحنين .."
"لا تأخذيني بين أشيائك ..
إنسيني و عاودي حياتك ..
.... ولكن لا تدعيني أنساكِ .!
فأنا أحيا على ذكراكِ ..
ولا أتنفسُ بغير هواكِ ..! "
رغم رقّة ما قلت ، جرحتني بحرفك ..
و مع ثباتك و صمودك ... توقفت دموعكَ على عتباتِ عيّنيك ..
لقد منعتها من الهطُول ..!
بينما دمعاتي تتوالى بالهطول ، و أنا أرى على وجهكَ الذبول .!
دفعتني للرحيل ..
فأخذتني الرياحُ بعيداً جدا ..
و لم أعد أذكر مما مضى ..
سوى تلك الليلة .. و تلك الكلمات .. و حافة الرصيف المهجور ..!
بقلمي .. 2011م