17 نوفمبر 2011

غريبة هي الدُنيا .. و علاقتنا أغرب .!

كتبتُها بتاريخ 20-6-2011م ~ في إنسانة أحببتها .. و لكن لم يعُد يربطني بها سوى خيط المعرفة .!

غريبةٌ هي الدُنيا .. غريبٌ كيف تجمع و تُفرّق .. و تُقَرِّب و تُبعِّد ..

كم هي غريبةٌ قِصصُ الأحبّة التي تكتبها .. فصول الترابُط .. و خواتِم الوَداع .!

غريبٌ إختلاف طُقوسها .. و تقلبها بين نصف الحينِ و النِصفِ الآخر .!

غريبٌ كَيف أنّ كلَّ ما فيها غريب ..!

لقد سئمتُ من غرابتها .. و تقلبها .. سئمتُ أسلوبها الرتيب ..


مُنذُ بضعِ سنين كنتُ جُزءاً منكِ .. و أنتِ جزءٌ مني .. كان ما يجمعُنا أكثر من رابطة صداقة ..

فقَد كُنتِ لي أقرَب إلى الأخت منكِ إلى الصديقة ! نَعم .. كان ما يربطُنا حبلٌ من الأخوة ..

أشُدُه إن أرخيته .. و تشدينهُ إن أنا أرخيت .. كنا نراه رابطاً لن يُفّك .. أو بالنسبةِ لي على الأقلّ ..!


و تقلّبت الدُنيا الغدارة .. غدرت بنا كما هي عادتها مع البشر .. فتقلّب طقسُها .. و تسارعت مُجرياتُ الأمور ..

و لم نعُد نعلم شرقَنا من غربنَا .. حدثَ كُلّ شيءٍ سريعاً .. و إختفى مَا كان يربطُنا .!

لَم أدرِ كيفَ حَدث ما حدث .. و لكِنه حَدث ..!

لم أضَع في الحُسبان ... أن تبدأ العلاقة التي نشئت بيننا في التلاشي .. إذا رحل

المكانُ الذي كان يربطنا .. ظننتها علاقة نشأت من مشاعر ذي قوّةٍ متبادلة ..!

كُنتُ أرى أننا نستطيعُ الإستمرار .. فالمحبّة محلّها القلوب .. و ليسَ مكانَ اللِقاء ..


رغم ذلِك .. لم أفكِّر بالوداع .. فلا شيء يُجبرنا عليه ، حتى و إن قسَت الظروف لفترة ..

إنّ نشأ نستطيع تحطيمها.. و القفز من فوقِها و المضيَّ قُدما ً .!

لَم ينقطع الحبلُ من فوره .. و لَم تقولي وداعاً أبداً ولَم تكُوني بحاجة لذلِك ..

لأنك مُوقنة أنني أستطيع فهم مُرادَك دُون أن تخبرنِي كلماتُك... فهمتُ أنّك لا ترغبين

في الإستمرار بعد ذلِك .. رُبما قررتي الرحيل بصَمت .. و رُبما توهمت ذلِك ..

و لكِن كيف تَفَرقنا و إبتعَدنا في غضون شهر أو ما يقاربه بعد صداقة سنين

إن لم تضَع إحدانا قراراً في نفسها أنها لم تعُد تريدُ المضيّ قُدُماً مع الأخرى ؟ ..

و أنا أعلمُ أنني لم أكُن من فعلَت أولاً !!


و بدأت الظنون تعتريني .. أنّ إرتباطَكِ بي كان لمُجرد المصلحة .. أو كرفقة مؤقتة ..

و ليسَ كما أوهمتني .. أنها رابطة أخوة و أن الأُخُوّة بيننا متبادلة ..!

و لكن كنتُ أسارع لإبعادِ هذه الظنون .. لا بُدّ أن تكوني قد أحببتني .. رُبما ليس

بالقدر الذي توقعته .. ولا بالقدر الذي جعلتني أحبكِ به .. و لكن أقلّها فعلتي ..!

فتابعتُ إرتكازاً على هذه النظرية ..


بعد شهُور .. لم أعُد أحِّبكِ كما أحببتكِ .. فلقد قيل أن البعيد عن العين بعيدٌ عن القلب ..

فرُبما قامت المسافات التي رسمتِها بيننا بدورها ..

أو بتعبيرٍ آخر أنّ الرابطة التي كانت تجمعُنا لم تعُد رابطة أخوة كما كنتُ اظن ..

و ليست برابطة صداقة .. إنها أقلّ من ذلك .. فلنقل .. رابطة [معرفة] ؟!

و لكنّ مع ذلِك لم أكرهكِ قطّ ... و لن أفعل .. فمِن طَباعِي التي أكسبتني إياها الحياة

أن أذكُر من عايشتُهُم بالخير .. و أرحل !

~

و الآن .. و أنا على إحدى مرافئ الحياة ،، تذكرتُك .. بعد أنّ كساكِ

غُبار الزمن في ذاكِرتي .. لم أنساكِ .. و لكِن الإبتعاد طويلاً و قلة اللقاء أو عدمه ..

كان قدّ أبعدكِ عَن تفكيري و جعلني أمضي دونَ تذكُركِ في كل حين ..

مرّت نسمة هواء باردة لفحت وجهي حينَ مررتي في ذاكرتِي و تسائلت ..

تُرى ما هي أحوالُكِ ؟!

و لكنني سُرعان ما آثرتُ الصمت .. و تركِ الأمور على ما هي عليه ..

لا أريدُ ان أُنبِّش في الماضي و أقلب مستندات الذكريات .. إنّ كنتِ تريدين

معرفة أحوالي .. لفعلتِ خلال السنين المُنصرمة .. كما كنتُ أفعل بين الحينِ

و الآخر .. و لكنكِ لم تفعلي قطّ ..!

فالأفضل أن أترك الأمور كما هي .. فعلاقة المعرفة بيني و بينَكِ صافية

حتى و إنّ اصبحنا لـ بعضنا كالغريبتين .. و هذا هو الأهم !

لا أحبُكِ بشدّة .. ولا أكرَهُكِ أبداً .. أنتِ بالنسبة لي الآن .. كأي شخص

يُمكن أن يأتي و يجلسَ بجانبي في إحدَى المحطّات و كلٌ منا ينتظر قطاراً

وجهته مُعاكسة للآخر .. فدار بيننا حديثُ لطيف خفيف .. تركَ إنطباعاً جيداً

عني عنده و عنه عندي .. و تفرقنا فورَ وصول قطاره و رحل .. فـ رُبما لن ألتقيه

من جديد و لن أذكرهُ دائماً أو أفكِرَ فيه مجدداً .. و لكن في داخلي ..

في أعماق ذاكرتي ستظلّ ذكراه لطيفة و خفيفة كنسمةِ الهواء الباردة

التي لفحتني حينَ تذكرتُك C:


أذكر أنكِ بعد إغلاق المنتدى نهائياً ، عندما رحلتي بصمت و خلفتي إنتظاراً و ترقب

يقتلني في كل لحظة ... أهديتكِ هذه الأنشودة ~ (إلي بقالي -هُنا) أردتُ طعنكِ في الصميم

ولا أدري إن كنتُ قد فعلت ؟

أنا ~ 20 – 6- 2011م


 
Design by Free WordPress Themes | Bloggerized by Lasantha - Premium Blogger Themes | 100 Web Hosting ta3rib : Abed